(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (1) سورة النساء .
سبق وان تكلمت في مقالي (لماذا لجأ القذافي لاغتصاب حرائر ليبيا ) عن مصير المرأة المغتصبة وتطرقت لوضعها وأسباب لجوء القذافي لاستخدم هذا النوع من الجرائم العنيفة ، واليوم أتابع بمقالي هذا الحال الذي وصل إليه ضحايا الاعتداء لأنه ازداد سوءا وتعقيدا بعد ازدياد حالات الانتحار والهرب والطلاق .
حالات الاغتصاب في ليبيا من جراء الحرب التي خضناها لأجل ازاله الطاغية من سدة الحكم وصل عددها إلي (8000 ضحية ) ، من المتورط الحقيقي المرأة المغتصبة أم القذافي وأبناءه والبغدادي المحمودي الذي ثبت عليه تهمة إلقاء الأوامر والتحريض علي الاغتصاب من خلال تسجيلاته الصوتية ، أم المرأة الضعيفة التي تعرضت للاغتصاب مكرهه ؟
إن الحالات التي هدمت فيها البيوت ودمر كيانها الأسري جراء الاغتصاب ليست أعدادا بسيطة 20% نساء أزواجهن هجروهن 30% طلقن ونسبة كبيرة منهن خارج ليبيا لم يعودوا إلي الوطن في تونس ومصر بدون أي دعم مالي فتايات قاصرات في سن المراهقة إضافة إلي نساء مازلن يعشن مع أزواجهم ولكن يتعرضن للإهانة والضرب والعنف .
هل المجتمع قبلي متشدد ؟ أم أن الناس لا تريد أن تواجه جريمة الاغتصاب التي يستغربها المجتمع وحتى يرفض الخوض في تفاصيلها ويعتبر الحديث عنها جرم كبير ؟
الفتيات اللواتي يرفضن الرجوع إلي بيوتهم مخافة القتل من ذويهم هل يجوز محاسبتهم علي ذنب لم يقترفوه ؟
هل ستظل بناتنا بلا دعم بلا مكان يحتضنهن ويأويهن هل سنتركهن فريسة للمستغلين بالداخل والخارج ؟
بلا بيوت وبلا طعام وبلا مأوى ، إن القذافي أجرم عندما أصدر أوامر باغتصاب النساء والقاصرات والرجال أيضا ولكن المجتمع أيضا أجرم لأنه أصدر قراره في نبذ ضحايا الاغتصاب وفي تهديدهم بالقتل أليس الجوع والتشرد جرم ؟
لماذا لم يتم إعادة هذه الحالات إلي وطنهم لماذا تركن إلي حد هذه اللحظة بلا مرجع إن كانت أهاليهم رفضت استقبالهم فالمجتمع والدولة لابد أن لا تتركهم ؟ .
نحن نعلم أن هناك جهات مختصة كثيرة تحاول حل هذه المشاكل ولكن بدون دعم الأهل كيف ستحل الأمور ؟
كيف ستقابلون وجه الله ماذا ستقولون له هل ستقولوا لأجل سمعتنا قتلنا بناتنا لأجل كلام الناس ذبحنا وشاركنا القذافي جرائمه هو ذبح بناتنا ونحن مزقنا لحمهن ؟
لقد أجمع فقهاء الإسلام أن المرأة إذا استكرهت على الزنا ، وغلبت على أمرها فلا يقام عليها الحد لأنها مكرهة ، وفي الحديث الصحيح (إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه( .
السؤال هنا أليس القتل جريمة يعاقب عليها الله تعالي آلا يعتبر حراما ؟
إلي أين أيها الناس انتم هاربون من عدالة الله اتقوا الله مدوا أيديكم لبناتكم احتضنوهن ضموهن إليكم هن مجاهدات شريفات لم يمارسن البغاء والرذيلة ، هن نساء عفيفات وأطفال أبرياء اهكذا نعاملهم ؟
أين المسئولين أين القانون الذي يكفل الحماية لبناتنا ؟ الأهالي الذين يقتلون أبناءهم ونساءهم أليس هناك من يقوم بمنعهم وتوعيتهم أليس هناك جهات مختصة من المفترض أن تقوم بدور المرشد ؟ أين رجال الدين من هذا ؟ الساكت عن الحق شيطان اخرس !!
الأسر التي قتلت نساءهن لأنهن اغتصبن الأهالي الذين كمموا أفواه بناتهم حتي لا يتكلمن مخافة المجتمع أليسوا هم بحاجة للعلاج والرعاية والتأهيل النفسي هل كلام الناس أهم من رضا الله ؟
النساء اللواتي انتحرن بأي ذنب نحاسبهم ذنبهن في رقبة القذافي وحده أم ذنبهن في رقبة أهاليهم الذين دفعوهن للتخلص من أرواحهن ومن إحساسهم بالعار وهؤلاء المستعدين والمؤهلين نفسيا للانتحار لان أهاليهم تخلوا عنهم ذنبهم في رقبة من.. أليس في رقابنا جميعا ؟ قال (صلى الله عليه واله وسلم) ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم .
هناك حالات قاموا أهاليهم بتزويجهن بشكل صوري دون إعطاءهم الحق في عيش حياتهن الزوجية بشكل حقيقي ويتم حبسهن بانتظار الموت .
إلي متى ستبقي أفواهنا مكممة ؟ إلي متي سنشارك جميعنا في هذا الجرم دون أن نتعرض له أو منعه أو نحاول إيقافه بأي شكل من الأشكال إنساني كان اوقانوني تحت أي مظلة لابد أن يتوقف هذا العنف الذي نتج عن العنف ؟
قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) : من آذى النساء بغير حق فأنا خصمه يوم القيامة .
العلاج النفسي والتأهيل النفسي مهم جدا لابد أن ندعم بناتنا وأن نقف معهن لا أن نتركهن للاكتئاب والهلاك والانتحار الجنون والانحلال ، ساعدوا بناتكم كل بيت فيه حاله لابد من إخضاعها للعلاج كل أب لابد أن يسافر ويحضر ابنته ويحتويها ، اتقوا الله في أنفسكم وفي بناتكم الطاهرات الشريفات بناتكم هن تاج العفة والشرف أي رجل شريف نبيل يتمني الزواج بهن وسيفخر لأنه سيتزوج امرأة مجاهده لا تقل في مقاومتها ووطنيتها عن أي رجل في ساحة القتال افخروا ببناتكم ولا تنظروا للتقاليد الجاهلة والتخلف الذي فرضه علينا القذافي طوال حكمه ، لماذا قامت ثورتنا الم تقم لأجل التمرد علي الجهل والعقد والأمراض التي فرضت علينا ؟
الم يتعرض بعض الرجال أيضا للاغتصاب ؟ هل سمعتم عن امرأة طلبت الطلاق أو هجرت زوجها ؟
نحن هنا لا نريد أن نلقي باللوم علي احد لا رجل ولا امرأة ولكن لماذا يلقي البعض باللوم علي المرأة لأنها تعرضت للاعتداء أليس بوسعنا أن نتهم الرجال أيضا بالتقصير لماذا لم تقوموا بحماية نساءكم ؟ لماذا سمحتم بان يعتدي عليهن أمام أعينكم من المسؤؤل هنا ؟ الم تكن مكبلا مكمم الفم الم يقيدوك الكتائب وأنت الرجل ذو القوة ولك القوامة الم تشعر بالضعف والعجز وأنت غير قادر علي حماية ابنتك أو زوجتك كيف تطلب من امرأة ضعيفة بلا حول أو قوة إن تمنع هذا الاعتداء البشع عليها ثم تمارس عليها بالتالي دور الجلاد لتضربها وتذلها وتحكم عليها بالموت البطيء .. لماذا ؟ .
هذه بلادنا استشهد لأجلها الآلاف ومزقت أجساد الأطفال وشوهت نفوسنا وقلوبنا ولكن لأجل وطننا نعيش ونموت آلا يستحق الوطن أن ننظر إليه بابتسامة تفاؤل وان ننسي كل شئ ونتذكر لبعضنا الحب والعشرة الطيبة .
قال تعالي( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) سورة النساء (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) (98) سورة النساء وهنا وقع وصف الرجولة على الضعفاء مقرونين بالنساء والولدان ، فلا تلوم ضعف المرأة أمام آلة الحرب التي لا تعرف سوى قوة الشر والفساد ، لقد مات القذافي تحت احذيه شبابنا لا تجعلوه ينتصر علينا وهو في قبره بأن يفسد عيشنا وحياتنا وامننا ويدمر استقرارنا عودوا لبيوتكم ترفقوا بنسائكم .
أريد أن اشكر واثني علي كل الآباء والأزواج الذين عالجوا بناتهم ونسائهم وزوجاتهم ولم يتخلوا عنهن وأقول لهم إن الرجولة مواقف وشهامة يقول الله تعالى(من المؤمنين [رجال] صدقوا ما عاهدوا الله عليه )، والرجال هم الذين يصدقون ويوفون بوعودهم كما أوصي رسول الله عليه الصلاة والسلام بالنساء فارجعوا إلي الله يقول تعالي (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) .
No comments:
Post a Comment